نلاحظ في صلاة التراويح أن عددا من النساء القادمات إلى المسجد يضعن طيبا له رائحة قويّة
بحيث يشمها الرجال الذين يمشون خلفها أو بجانبها وقد قمن بنصيحة بعضهن فقلن إن وضع
الطّيب عند الإتيان إلى المسجد من احترام المسجد ، فما الحكم في ذلك ؟ ..
الجواب:
يجب أن يكون المرجع في الأحكام الشرعية إلى نصوص الكتاب والسنّة وليس إلى الآراء
والأمزجة والأهواء والاستحسانات ، وفي هذه المسألة وردت نصوص عديدة ومغلّظة في
النهي ومن ذلك هذه الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في نهي النساء
عن التطيب إذا خرجن من بيوتهن :
1-عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية "
2-عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربنّ طيبا ".
3-عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة " .
4-عن موسى بن يسار عن أبي هريرة :
" أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال : يا أمة الجبار المسجد تريدين ؟ قالت : نعم ،
قال: وله تطيبت ؟ قالت : نعم ، قال : فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : " ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها
صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل".
وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة وقد ألحق به العلماء ما في معناه
كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال ، انظر " فتح الباري " (2/279) .
فلم يَعُد بعد الأدلّة الشرعية الصحيحة أي مجال للجدال والمخالفة ، ويجب على المرأة المسلمة
أن تعي خطورة القضية والإثم المترتّب على مخالفة هذا الحكم الشرعي ، وأن تتذكّر أنها خرجت
لطلب الأجر لا للوقوع في الإثم ، نسأل الله السلامة والعافية .
وبالمناسبة فقد قرأنا في أخبار الاكتشافات العلمية مؤخّرا أن علماء البيولوجيا قد اكتشفوا في
الأنف غدّة جنسية ، بمعنى أنّ هناك ارتباطا مباشرا بين حاسّة الشمّ وإثارة الشهوة فإذا صحّ هذا
فيكون آية من الآيات التي تبيّن حتى للكفّار دقّة أحكام الشّريعة الإسلامية المباركة التي جاءت
بالعفّة وسدّ الطّرق المؤدية إلى الوقوع في الفحشاء .
[ 2 ]
السؤال : ..
المسك ودهن العود أو الورد ونحو ذلك من أنواع الطيب إذا استخدمته المرأة وكانت رائحتها
واضحة فما حكم استعمالها ، خاصة إذا خرجت المرأة من منزلها وهل يعتبر تكريم الزائرات
بتبخيرهن وتعطيرهن في حكم ذلك ؟.
الجواب: الحمد لله
خروج المرأة بالطيب إلى الأسواق أمر ممنوع وليس لها أن تخرج بذلك ولا أن تعين الزائرات
والضيوف بذلك ، بل عليها أن تنصح وأن تقول : نود أن نطيبكم ولكن خروج المرأة بالطيب
إلى الأسواق أمر ممنوع وبذلك تجمع بين النصيحة وترك ما حرم الله فعله .