بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهتمت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بترسيخ الاخلاق والقيم في حياة الأمة الإسلامية ومع تغير الأحوال بدأت تندثر الكثير من الاخلاق والقيم
حتى أضحت منسيه مطويه مع مرور الزمن ، وما غياب المسلمين عن ريادة الأمم وقيادة الشعوب إلا بسبب تخليهم عن مكارم الأخلاق وبحثهم عن
القيم الغربية تارة وعن الشرقية تارة أخرى لتكون بديلاً عما جاء به الإسلام.
وبما أننا أبناء الدين الإسلامي القيم لا نرضى بذلك ، ومن منطلق ورسالة افضل خلق الله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " نسعى أن نعيد بعض
منها وندعو لأعادتها من جديد لجميع أمور حياتنا حتى تصبح من أوراق منسية الى فضائل تبقى أبد الدهر .
الثقة بالله أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً، فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة لنعيد بها توازن الحياة المنهار،
أنها طريق للساعين والطامحين للفوز بكل كل شيء، طريق للسعادة، طريق للنجاح، طريق للصبر،
طريق للجنة، طريق للخير، طريق للتقى والتقوى، طريق للهداية، قال تعالى: ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ) سورة التوبة.
ما أعظمك يا الله وأنت من أوفى بوعده، وهذا الحديث الشريف العظيم يعلمنا الكثير من الفوائد والقيم الإيجابية والروحانية العظيمة للثقة بالخالق
والتقرب منه عن أبي هريرة -رضي الله عنه -قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى: ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ،وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري و مسلم.
يَقول ابن القيّم:[ لو أن أحدكم همّ بإزالة جبل وهو (واثق باللّه) لأزاله ]
ويَقول الرافعي:[ الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل ]
والثقة أيضا صفة من صفات الأولياء الصادقين؛ قال يحيى بن معاذ : ثلاث خصال من صفة الأولياء:
الثقة بالله في كل شيء، والغنى به عن كل شيء، والرجوع إليه من كل شيء . شعب الإيمان(2/354) للبيهقي.
ونذكر نموذج في الثقة بالله ، وهي ثقة محمد صلى الله عليه وسلم بالله يشهد بذلك الغار إذ وقف الكفار على بابه، وهو يطمئن صاحبه فيقول:
{ لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا }، ويشهد بها الكافر إذ وقف بالسيف على رأسه يسأله: من يمنعك مني؟ فيرد عليه واثقا مطمئن القلب: " الله ".
اجعل ثقتك بالله كبيرة، وأعلم أنه هو مجري كل الأمور ولا مغير لأمره، و لا تفكر كثيرا فيما سيأتي غداً فقط عش يومك مثل ما أنت، حاول أن تنهض بحياتك وتسمو بها،
ولا تستقوي على نفسك ولا تجهدها، وأعلم بأن هذه الدنيا زائلة و فانية، ولن يبقى بعد موتك سوى عملك الطيب وسيرتك الحسنة.
الثقة بالله ، نعيم بالحياة ، طمأنينة في النفس، قرة للعين ، أنشودة السعداء، فيا أمة لا إله إلا الله، أين الثقة بالله؟!
الكنز الذي لا يفنى ولا ينتهي، كنز عظيم مليء بالخير، الكنز الثمين الذي تناسته النفوس والعقول والقلوب ، لا يوجد أجمل وأرقى وأضهى من قناعة القلب حيث يعتقد الكثير منا أن حياة الآخرين أفضل من حياتنا والآخرون يعتقدون أن حياتنا أفضل , كل ذلك سببه أننا نفتقد القناعة والرضى ، فسر السعادة هو " الرضا بما تملك "
ها هي الدنيا أشغلتنا وألهمتنا بالطمع في الحصول على اعلى المناصب والسعي الحثيث لكسب المال ليلاً ونهارا ، فعن عـبد الله بن عمرو رضـي الله عنهـما قـال :
قــال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( قد أفلح من أسلم ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه ) رواه مسلم .
قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع إلى ما عند غيره، فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة خديجة -رضي الله عنها- فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال، وكانت تُعْرَضُ عليه الأموال التي يغنمها المسلمون في المعارك، فلا يأخذ منها شيئًا، بل كان يوزعها على أصحابه ، وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير، فرآه الصحابة وقد أثر الحصير في جنبه، فأرادوا أن يعدوا له فراشًا لينًا يجلس عليه؛ فقال لهم: (ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها). [الترمذي وابن ماجه].
الكثير من الناس يسمع ويقرأ عن القناعة دون الأدراك الكلي بفوائدها فهي السعادة والراحة والأمن والطمأنينة في الدنيا والآخرة ، وهذه بعض
من فوائد القناعة والرضى : • امـتـلاء القلب بالإيـمـان بالله - سبحانه وتعالى - والثقة به، والرضى بما قدر وقسم، وقوة اليقين بما عنده - سبحانه وتعالى .
• العز في القناعة ، والذل في الطمع: ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس فلا يزال عزيزاً بينهم، والـطـمــاع يذل نفسه من أجل المزيد .
• الـوقـايـة مـن الـذنـوب التـي تـفـتـك بالقلب وتذهب الحسنات: كالحسد، والغيبة، والنميمة، والكذب، وغيرها من الـخـصـال الذميمة والآثام العظيمة .
عليه أن القناعة عدسه أن لبستها رأيت الحياه جميله كثيرًا ، أننا نعتقد أن حياة الآخرين أفضل من حياتنا، والآخرون يعتقدون أن حياتنا أفضل،
ذلك لأننا نفتقد معنى كنز القناعة، وننسى أن الرضا بما نملك هو سر السعادة .
يذكر الامام الشافعي رحمه الله في الأبيات أسباب مهمة للقناعة لنستفيد منها معاً : رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك
في ختام هذه الورقة المنسية نرجو وندعو أن يكون شعارنا : قناعتنا سر سعادتنا
تم تحرير المشاركة بواسطة :كونان كو
بتاريخ:30-03-2014 10:35 صباحا
حب النفس والذات هو نوع من التقدير الذاتي الذي يجعلنا نحترم ذلك الجسد التي تسكنه أرواحنا وعقولنا وقلوبنا وتلك العقلية التي رزقنا
بها الله وميزنا عن كثير من خلقة ويجعلنا نقدر نعمة الله عليه فنختار ونلبس أفضل ما عندنا ونأكل أفضل ما رزقنا الله اياه .
حب النفس هي فطرة موجودة في الإنسان تجعلنا نبتعد عن الكثر من الأمور السيئة التي تجعلنا نترفع أن نخوض بها حبا لذواتنا واحتراما لأنفسنا وهذا ما نسميه الحب الحقيقي
لذواتنا فليس من يتكبر في الأرض ويفعل كل ما يريد بلا خوف ولا احترام ولا تقدير لذاته من الصعب جدا أن نسمي كل ذلك حبا للذات بل هو حبا للشر وكرها للذات الصافية
والنفس الصادقة.
خلقنا الله على فطرة سليمة ونفس صافية ولكن المصاعب والمواقف تسود القلوب وتدمر النفوس والعقول ولكن هذا لا يمنعنا أن نرتقي
بأنفسنا وأرواحنا ونرنو بها دائما في كل المواقف والأحداث التي تمر بنا ومن يحب ذاته يجب أن يجعل هذا منطلقا لحب الأخرين.
هناك الكثير من خطوات تساعدنا على حب أنفسنا أكثر لتصبح ملجئ خيراً منها : • تقبل ذاتك بكل أحوالها وأشكالها -ابحث عن نقاط قوتك ونقاط ضعفك • فكر في نعم المولى عليك وطرق شكره عليها - سامح نفسك على التقصير أو التبذير وحاول أن لا تلتفت للماضي بكل ما يحمله بل أجعله راية لشق طريق أخر أفضل وأجمل • لن ترضي الجميع فيقال رضا الناس غاية لا تدرك فيستحال علينا ذلك قولاً أو فعلاً • أمدح نفسك إيجابيا لتغرس بنفسك صفات الحميدة والنبيلة وتؤثر بها على من حولك فلا تستصغر عملاً مهما كان بسيطاً وصغيراً • تعامل مع نفسك بكل الأحوال المستعصية او المؤثرة على مسيرتك الهادفة
مهما صادفتك المتاعب او الأحزان أو الأفراح فلنسفك وقتاُ وفراغاً واصبر على نفسك مهما أخطأت وأعتذر عما بدر منك سوء فعل أو فهم • أهم نقطة في ذلك أدعم نفسك شجعها ان فشلت وكافئها أن نجحت ، أسعى لأيجاد طرق أخرى لتقويتها ولا تنسى من حولك في طلب العون والمساعدة من الأهل والأصدقاء والمقربين .
فمن الصعب أن يحب احدنا الأخرين وهو لا يحب نفسه ومن الصعب أيضا أن نطلب من الشخص أن يحترم الآخرين وهو لا يحترم ذاته ،
كلما أحببنا أنفسنا وقدرناها كان ذلك سببا في حب الآخرين لهذا دائما ما يقال أن سعادتك في إسعاد الأخرين.
أن بعض الأشخاص ممن ينبهر الناس بأخلاقهم وبتعاملهم هم في الاساس أشخاص يحبون ذواتهم وهذا ما يجعلهم دائما يتعاملون بمستوى راق ويترفعون
عن الصغائر ومن الطبيعي أن يكون الإنسان بتلك المواصفات محبوبا للناس ويحب الآخرون التواصل معه ، فكونوا هكذا دوماً تنشرح لكم القلوب والعقول
الإيثار هو ان يقدم الانسان حاجة غيره على حاجته رغم احتياجه لما يبذله ، ويعتبر الإيثار من محاسن الأخلاق الإسلامية, فهو مرتبة راقية من مراتب البذل, ومنزلة عظيمة من منازل العطاء, لذا أثنى الله على أصحابه , ومدح المتحلين به, وبين أنهم المفلحون في الدنيا والآخرة قال الله تبارك وتعالى: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ﴿الحشر: ٩﴾
كما أن للسيرة النبوية ذكر للإيثار فقد روى البخاري وسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لَا يُؤْمِنُ
أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) ، وهناك الكثير من أمثلة الإيثار الكثيرة المنتشرة بيننا منها هو إثار الوالدين أبنائهم على أنفسهم .
وللإيثار أقسام أولاً: أقسامه من حيث تعلقه بالغير ويندرج في قسمين ، أولهما : إيثار يتعلق بالخالق ،لهذا النوع من الإيثار علامات دالة عليه, وشواهد موضحة له, لا بد أن تظهر
على مدعيه, وتتجلى في المتحلي به وهي علامتان، إحداها: أن يفعل المرء كل ما يحبه الله تعالى ويأمر به, وإن كان ما يحبه الله مكروهاً إلى نفسه, ثقيلاً عليه ،الثاني: أن يترك ما يكرهه الله تعالى وينهى عنه, وإن كان محبباً إليه, تشتهيه نفسه, وترغب فيه.
ثانيهما : إيثار يتعلق بالخلق ، ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى شروطاً للإيثار المتعلق بالمخلوقين تنقله من حيز المنع أو الكراهة إلى حيز الإباحة ولعلنا نجملها فيما يلي: • أن لا يضيع على المؤثر وقته • أن لا يتسبب في إفساد حاله • أن لا يهضم له دينه • ألا يكون سبباً في سد طريق خير على المؤثر • أن لا يمنع للمؤثر وارداً ، فإذا توفرت هذه الشروط كان الإيثار إلى الخلق قد بلغ كماله, أما إن وجد شيء من هذه الأشياء كان الإيثار إلى النفس أولى من الإيثار إلى الغير
وللإيثار فوائد كثيرة وخاصة في المجتمع الواحد منها : • دخولهم فيمن أثنى الله عليهم مِن أهل الإيثَار، وجعلهم مِن المفلحين • الإيثَار طريق إلى محبَّة الله تبارك وتعالى • تحقيق الكمال الإيماني،
فالإيثَار دليلٌ عليه، وثمرة مِن ثماره • ومِن أعظم الثِّمار والفوائد: أنَّ التَّحلِّي بخُلُق الإيثَار فيه اقتداءٌ بالحبيب محمَّد صلى الله عليه وسلم .
أن الإيثار خلق نادر في زمان كهذا ورتبة الإيثار من أعلى المراتب، قد يكون اختفى في كثير من لحظات حياتنا فعلينا جميعاً
التعاون لأرجاع هذه الخصلة الطيبة والمباركة وأن نرغب فيها .
لا يوجد تعريف معين يُّعرف الإصلاح بشكل ما وإنما كل شخص يعرفه حسب توجهه ونظرته فالإصلاح الحقيقي يبدأ من الفرد ليغير من نفسه إلى الأفضل
وحينها يكون قد بدأ الإصلاح في المجتمع والإصلاح هو ضد الإفساد , وهما ضدان لا يجتمعان , قال تعالى : { إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ } .
كما أن الإصلاح ليس عبثاً وتوجهاً سريعاً ، بل يتطلب الى التفكير الصحيح والمعتدل وتعاون الجميع فرداً وجماعة لترسيخ المفهوم الإصلاحي وأسس تكوينه
والاستمرار عليه ، الإصلاح ليس فقط ظاهرياً ننادي ونوجه له وإنما هناك الإصلاح في الخفاء بين العبد وربه ، بين الشخص وأخاه وبين الأبن وأباة .
ونتعلم من سيرة حبيبنا ورسولنا الكريم الفائدة والعبرة والهداية للإصلاح فلقد ضرب لنا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) نماذج كثيرة لتصحيح الأخطاء نذكر منها على سبيل المثال : عن أنس بن مالك -رضي الله عنه - أن أعرابياً دخل المسجد , ثم جعل يبول , فأخذت الصحابة الغيرة , فنهَوهُ وصاحوا به , ولكن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الذي أوتي الحكمة في الدعوة قال : " لا تزرموه " أي لا تقطعوا عليه بوله ", فلما قضى الأعرابي قال له : إن هذا المسجد لا يصلح لشيء من الأذى أو القذر , وإنما هي للصلاة وقراءة القرآن وذكر الله عز وجل " وقد روى الإمام أحمد أن هذا الأعرابي قال : ( اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحداً ) . أخرجة البخاري ومسلم في صحيحهما .
من أين يبدأ الإصلاح ؟! يبدأ الإصلاح من ذات الشخص ، من عقلة وضمير قلبة وإنسانية جوارحه فيصلح نفسه وما بينه وبين خالقه ، وما بين اهله وأقاربه ومن حوله ،، فتنتشر
طرق الإصلاح في المجتمع الواحد ، وهذا مهم جداً لأن الجميع يتحدث عن مؤسسات فاسدة وأشخاص ليسوا أهلا لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم بل هذا أمر خطير ! يجب ع الجميع تداركه قبل فوات الأوان ، لأن لا يوجد شخص صالح وكامل وليس بفاسد وإنما الفساد فينا نحن جميعاً ، فالإصلاح يرقي بالإنسان الى درجات عليا ، يشهد له الجميع بذلك .
عليه ؛ تبدأ مسيرة الإصلاح من صدق الارادة والتوفيق من الله
والله اعلم واجل وهو المصلح والموفق
وها نحن نختم موضوعنا البسيط هذا نأمل أن نكون قد وفقنا فيه ، فراقب نفسك أيها الحبيب واحذر تسلل
الأخلاق السيئة إليها وعالجها منذ البداية يسهل عليك الأمر ، وإلا فإن الداء إذا تمكن ربما أهلك صاحبه، إذا لم تتســع أخــلاق قـوم *** تضيق بهم فسيحاتُ البـــلاد