اليوم سأضع بين أيديكم خاطرة من تأليفي أرجو أن تنال على رضاكم حقيقة حلم عندما استدعيت الكلمات وناديت الحروف عصرت الفكر وجمعت المشاعر والعواطف سمحت عندئذ لقلمي بالسيلان وان يكتب ما اخفيه في الوجدان ان يبحث عن تلك المشاعر الحساسة الصدقة التي تنبع من منبع خالص يكون اساسه اخلاص ووفاء مشاعر افتقدها اصحاب الاحساس الراقي لان كل ما يهم الباقي هو المصالح بدأت تلك الحكايات في مخيلتي عند طفولتي وظننت ان كل لناس يحبون الخير إلا قليل فكبرت واكتشفت ان ما تمنيت مستحيل فاجتماع الناس الاوفياء اصبح بالنسبة لي حلما ينكسر رأيت طمع الاغنياء ورضى الفقراء وحقد النساء وخداع الابناء اكتشفت ان ما رايته في حلمي وما كنت استطيع رؤيته بحدود تفكري في صغري اضحى سرابا تلك الحياة المليئة بالسعادة لا للمشاكل الغني يساعد الفقير والحق اساس الدنيا عرفت ان ما افكر فيه اضحى من الخيال ويضرب به المثال بقولنا في قديم الزمان كان او ليس من المفروض ان يصبح الماضي مستقبلا فالماضي تجربة الحاضر ومثال المستقبل لكن بعد ماذا حتى اكتشفنا الحقيقة بعد ان تحطمت قلوبنا ام بعد ان غرست تلك السكاكين في قلوبنا ام بعد ان نزفنا الى تلك الدرجات فالخيانة كانت سهما دخل قلبنا ان بقي مكانه نزفنا وتعبنا وان نزعناه متنا فهمنا الاشياء بمفهوم اردناه لان الحقيقة مرة جدافكثيرة تلك الامنيات التي عشناها فبقي منها فقط ذكراها ذكريات تشجن مشاعر اصحابها فالقلب لها خفقات والدمع لها دفقات وفي الصدر منها لهيب وزفرات اه من زفرة تخرج من قلبي ترجمها دمعي وسببها سهم سكن في فؤادي كل تلك الاحلام تغيرت وأمنت بالأخير ان لا شئ يبقى على حاله فحتى الشمس تغير القانون يوما وتشرق من الغرب لتعلن النهاية اوقفت قلمي فقد نابت عنه دموعي وأوقفت لسان فقد نابت عنه مشاعري.