بدأت القصة بحُلم طفل في إمتلاك موقع بسيط على شبكة الإنترنت مُتحدث باللغة العربية يُشارك فيه شغفه و حبه للأنمي و المانجا. بدأ بمنتدى في خدمة مجانية محدودة الخصائص و لكن ذلك لم يكُن عائقا أمامه في ترجمة أفكاره إلى وقائع جميلة بما كان مُتاحا له. عمل بُمفرده في البدايات على مواضيع رأى وقتها أنها مُهمة و يُمكن أن تجلب له الأعضاء. من ثم شارك الرابط مع بعض من أصدقائه الذين لبوا الدعوة و لهم كل الشكر على ذلك. مرت الأيام و لم يتوقف عن ملاحقة ما يطمح إليه بالرغم من أن النتائج لم تكن مُشجعة على المُواصلة و لكنه لم يتوقف عن المُحاولة. من ثم لمعت في مُخيلته فكرة "ربما ليس مُقدرا لي أن أمتلك منتدى ناجح و لكن يُمكنني أن أُصبح ناجحا في إحدى المنتديات التي تتشارك الفكرة معي" و بهذا شارك في منتديات أخرى و وصل إلى ما وصل فيها بل حتى أنه بذل جهدا أكبر مما بذله في منتداه الخاص. نتيجة لذلك قام بتكوين صداقات دام بعضها إلى يومنا الحالي و ضاع بعضها بين ثنايا الوقت. بعد حدث مُعين ربما يأتي يوم أُحدثكم فيه عنه, قرر العودة إلى مُنتداه الخاص و إعادة إحيائه و لكن هذه المرة تلك الصداقات الجديدة التي كونها قررت أن تأتي معه و تُساعده. عاشوا معا فترات جميلة و توطدت علاقاتهم ببعضهم البعض و تطور المُنتدى أيضا بفضل مجهوداتهم و هو منح ذلك الطفل المزيد من الأفكار للتقدم إلى الأمام و لكن بينه و بين نفسه لم يكن سعيدا جدا بما وصل إليه: لقد تعلم الكثير من الأشياء التي لم يعلم بوجودها من هم في عمره أصلا إلا بعد سنوات, كون صداقات من جميع أنحاء العالم, إستطاع أن يحسم قرار إختيار تخصصه الدراسي بفضل ما عاشه في ذلك المُنتدى...إلخ و لكن المُشكلة كانت أنه لم يعُد ذلك الطفل, تفكيره الآن لم يعُد مثل ما كان في السابق.
في يوم من الأيام, علم أخاه الأكبر بما يقوم به بين ثنايا الإنترنت و قرر فهم ما يسعى لفعله. جلس معه و تحدثا حول المُنتدى و ماهي أفكاره و طموحاته حوله, و هنا وصلنا إلى نُقطة تحول مهمة في طريق هذا المُراهق. أخبره أخاه بكل بساطة "لماذا لا نذهب إلى الإحترافية؟" ذلك كان كل ما إحتاجه ليبتهج من جديد و تشتعل لديه شُعلة النشاط مرة ثانية. لم يتخيل يوما أنه سيستطيع أن يمتلك موقعا خاص به له كامل الحرية في التحكم في تفاصيله كاملة إلى حد ما, قبل التحدي الجديد مباشرة و بمُساعدة أخاه و إبن عمه أطلق النسخة الجديدة من المُنتدى و التي لم يكن سهلا التعامل معها في البداية فهذا أمر جديد تماما بالنسبة له: فالأمر الآن ليس فقط مواضيع و ردود بل يتعدى ذلك بكثير فهو يشمل شراء النطاق الخاص و تنصيب مستلزمات الموقع البرمجية و السهر على الحماية من عمليات الإختراق طبعا إلى جانب تتبع إجراءات أرشفة الموقع في محركات البحث على غرار غوغل و الحرص على إضافة المواضيع الجديدة و الحصرية و الرد على مواضيع الأعضاء و محاولة جلب الأعضاء القدامى و إستقطاب أعضاء جُدد, هذا ما كان يجب عليه فعله و بالفعل فعل ذلك و حصل على المساعدة من العديد من الأطراف جازاهم الله كل خير. مهمة إنشاء موقع إحترافي كانت صعبة و تتطلب الكثير من المجهود و التضحيات و التعلم طوال الطريق فهو بمثابة مشروع يجب عليك أن تكون مسؤولا على جميع جوانبه.
في لمح البصر وجد الشاب نفسه أمام تحدي جديد في حياته الواقعية بعيدا عن عالم الإنترنت, هو الآن مُقبل على التجربة الجامعية. طوال الفترة الماضية كان قادرا نوعا ما على التوفيق بين الدراسة و إدارة الموقع و لكن الآن الظروف أصبحت مُختلفة للغاية و مع الوقت أصبح المنتدى الجديد يُهمل شيئا فشيئا و تساقط منه نشاط الأعضاء الواحد تلو الآخر و هذا أمر طبيعي للغاية فمع إبتعاد مديره عنه لا يُمكنك أن تتوقع من الأعضاء أن يواصلوا العمل فيه بنشاطهم المُعتاد و لا يجب أن ننسى أمرا مُهما و هو أن للأعضاء حياتهم الواقعية أيضا و هم يتقدمون بالعُمر أيضا و معه كبرت مسؤولياتهم الحياتية. مرت سنوات كما لو كانت ثواني و أصبح الموقع مرتعا للأشباح, لم يخلوا أبدا من الزوار الجُدد فالمواضيع التي كُتبت بكل عناية في ما مضى بقيت خالدة و قادرة على لفت الأنظار و هذا ما يُعرف بالمُحتوى الجيد. الشاب الجامعي بالرغم من إختفائه التام إلا أنه حرص على إبقاء المُنتدى قائما و لم يتخلى عن فكرة تجديد شراء النطاق الخاص به سنويا, كان يراه كجزء لا يتجزء من حياته و لم يستطع التخلي عنه أبدا حتى عندما عادت تلك الفكرة السلبية إلى ذهنه في العديد من الأوقات "ربما ليس مُقدرا لي أن أمتلك منتدى ناجح". إبتعد تمام عن عالم المنتديات ما عدى بعض مشاركاته الطفيفة في منتديات شقيقة في فترات متباعدة. تحول تركيزه إلى حياته الجامعية و المهنية و حاول تطوير نفسه يوما بعد يوم, خاض العديد من التجارب المهمة التي ساهمت في صقل فكره و شخصيته. عاش الحياة بحُلوها و مُرها بنجاحاتها و إخفاقاتها و لكن كل ذلك كان فصلا من فصول رواية حياته.
نحن الآن في سنة 2023 شهر فبراير, الشاب أصبح أكثر نُضجا و أكثر خبرة. ذلك الطفل الذي بدأ معه كل شئ أصبح الآن شابا يافعا مليئا بالحكايات و التجارب التي تعلمها من الحياة في شتى المجالات. وقف بينه و بين نفسه لوهلة و عاد بذاكرته لسنوات خلت "أنا لا أستطيع أن أتقبل الفشل بكل سهولة, لقد كان لدي حُلم في ما مضى و لكن الآن لدي نظرة و لدي هدف و مُخطط". لم يستطع طوال كل تلك السنوات التخلي عن — أنمي باور — فهل لديه الآن فرصة في أن يُحقق حلم ذلك الطفل الذي كان عليه يوما ما؟ أمعن النظر في تجربة موقعه و بدأ في التحليل; وجد أنه في مرحلة من المراحل إبتعد عن فحوى حُلمه بعض الشئ و المنتدى في حالته الحالية ليس النسخة التي بناها في عقله يوم إفتتحه. تلك الفكرة في إعادة فتح أبواب الموقع من جديد بدأت تتنامى شيئا فشيئا و تحولت إلى خيال شُعلة نشاط من الأيام الخوالي و لكنه غير قادر على "الفشل" مرة ثانية فهو الآن في مرحلة لا تسمح له بتضييع وقته و مجهوده في تجربة يُمكن أن لا تصل إلى سقف توقعاته لهذا حاول إستغلال كل ما تعلمه في مسيرته و صنع لنفسه خطة و وضع هدفا نُصب عينيه و قرر أن يُترجم ما كان في خياله لسنوات إلى حقيقة تُسمى — موقع أنمي باور —. لن أقول لكم هل نجح في فعل ذلك أو لا لأن حكايته مازالت مُتواصلة و لكن لأول مرة هو يرى نفسه يسير في طريق حسب الخطة التي وضعها, لن أقول لكم أنه لم يشعر يوما بالملل أو التخاذل عن فعل ما يجب فعله و لكنه على الأقل هذه المرة الأمر جدي لأبعد درجة بالنسبة له.
بعد 10 سنوات هاهو اليوم يُحقق شيئا ربما يكون بسيطا بالنسبة للبعض و قادرين شهريا على فعله في منتديات شقيقة و لكن بالنسبة له هو أمر جلل و فخور به لأبعد الحدود. بتاريخ 04-09-2023 وصل ذلك الشاب إلى مشاركته رقم 1000 في منتداه الخاص. ما يجعل الأمر مدعاة للفخر بالنسبة له هو أن تلك الألف مساهمة لم يجمعها من ردود فارغة أو ألعاب كتابية أو أي شئ آخر لمجرد زيادة ذلك الرقم, بل هو جمعها من مواضيع حصرية و كتبها بأنامله بكل عناية و حتى ردوده كانت في محلها و ليس الغرض منها زيادة المساهمات. نعم أخذ منه الأمر 10 سنوات ليصل لهذا الرقم و لكنه عندما قرر تجديد — أنمي باور — قام بحذف المئات من مشاركاته القديمة التي رآها تتعارض مع فكرته التي يُريد الوصول إليها, نعم أخذ منه الأمر 10 سنوات و لكن كل حرف كتبه بين ثنايا المنتدى كان حريصا على أن يكون في محله و أن يكون له معنى و هدف. لهذا هو اليوم يحتفل بهذا الإنجاز بكل فخر.
أنا Tunisiano111 كان لدي حلم طفولي و لم أتخلى عنه بالرغم من كل ما مررت به بين ثنايا هذا المنتدى و لكني أؤمن بأن حلمي رائع و يستحق أن يرى النور في يوم من الأيام لهذا سأسعى لتحقيقه بكل ما أوتيت من قوة. — أنمي باور — سيكون مرجعا شاملا للأوتاكو العرب, هذا هو حُلمي و سأُحققه بحول الله حتى و إن طالت المُدة ففي النهاية المًستقبل بين أيدي أولئك الذين يُؤمنون بروعة أحلامهم.
هذه هي المُدونة الخاصة بي, هنا سأكتب كل ما يجول في بالي بعيدا عن كوني مديرا للمنتدى, هذا المكان سيكون خاصا بالشخص الموجود خلف مُسمى Tunisiano111 لهذا أتمنى أن تقضوا وقتا ممتعا في قراءة ما يدور في عقلي و أختار مشاركته معكم. مرحبا بكم جميعا في ★ صفر | cero ★.