الحلقة السادسة عشر:اللقاء الأخير الجزء الأول
لم أفكر يوما كيف سأموت.لم أطرح هذا السؤال على نفسي مطلقا.و لكن في هذه اللحظة أوجهه إلى نفسي:كيف سأموت
يا ترى؟هل سيكون موتي عاديا مثل أي شخص آخر:هل سيقتلني المرض؟أم هل سأموت ميتتة عادية؟أم أن موتي سيكون
موت الفجأة؟عملي خطير للغاية أنا و الخطر نمشي مع بعضنا البعض فهو يلازمني أثناء تنفسي,مشيي,أكلي,دراستي
و في كل شئ و هذا كله بسبب عملي.يا ترى هل ما أقوم به سيتسبب في قتلي؟هل سأكون ميتا مقتولا؟حسنا إذا مت
مقتولا فكيف سأموت هل سأموت برصاص العدو أم برصاص صديق خائن؟هل سأموت بطعنة سكين تتوجه لي في ساحة
القتال من الأمام أم ستكون طعنة غادرة من الظهر؟هل سأموت بعد أن يدق عنقي خلال معركة ظارية يتفوق فيها خصمي
بسبب بنيته الأقوى مني أم سيدق عنقي من قبل أحد أصدقائي من الخلف؟هل سأموت بطلا أو خائنا؟هل سأموت ظالما
أو مظلوما؟كيف سأموت؟هذا السؤال الذي لم أسأله لنفسي في أي لحظة من حياتي لقد تقدمت بكل قوة في المهام دون
تراجع أو ذرة خوف لقد تخلصت منه فقط من أجل أن أقوم بعملي على أحسن وجه لذلك فإن الموت كان شيئا عاديا لدي
حتى أنه لم يتسنى لي أن أسأل نفسي كيف سأموت.و لكن.....أن أموت من أجل شخص أحبه أكيد أن هذه الطريقة ستكون
أفظل ميتة بالنسبة إلي.
داخل منزل جولييت و مواصلة للأحداث السابقة:
هيرو:أبي أنا أسألك ماذا حدث هنا؟
تتواصل الحركة الكثيفة داخل المنزل و دون أن يحصل هيرو على إجابة على سؤاله.فيسحب مسدسه و يفرغ مخزنه كاملا
في الهواء و يعيد تعبأته فيعم الصمت أرجاء المنزل.من ثم يلتفت إلى والده و يقول:أبي من فضلك أجبني ماذا حدث هنا؟
يتواصل صمت الوالد في مقابل ثورة غضب هيرو فيعيد هذا الأخير مسدسه إلى مكانه و ينطلق إلى الخارج مسرعا نحو
دراجته و يسحب هاتفه من أجل أن يجري إتصالا هاتفيا إلا أن والده سارع بالخروج خلفه و أخذ منه الهاتف و قال له:
توقف يا هيرو لا تقم بأي تحرك قبل أن تسمع ما حدث.
هيرو:لقد سألتك مرات متكررة و الآن لا أريد أن أعلم ماذا حدث هنالك شئ واحد يجب أن أعلمه:أين جولييت؟
السيد:حسنا تعال معي سأشرح لك كل شئ.و يسحبه من يده
إلا أن هيرو يسحب يده و يبقى في مكانه و يقول لوالده:أين جولييت أجبني على سؤالي؟
السيد:تعال معي دعنا نشرح ذلك في المكتب.
هيرو و الشرر يتطاير من عينيه:أنا الآن لا أفهم أي شئ و لا أعرف أي شئ أين جولييت أجبني أو دعني لأعرف مكانها
بنفسي؟
يصمت السيد قليلا فيباغته هيرو و يأخذ هاتفه و يتصل بديو:ديو أحظر لي سيارتي البوغاتي و عدتي الخاصة إلى منزل
جولييت أنا هناك بسرعة.
ديو:حسـ....قبل أن ينهي كلامه أغلق هيرو الهاتف و إمتطى دراجته إلا أن والده أوقفه و قال له:حسنا يا بني لقد حدث
خطأ كبير و هو تقصير منا و خاصة مني أنا.للأسف لم أستطع أن أفي بوعدي لك.
هيرو:ماذا؟م-ماذا تقول؟حسنا أين هي؟
السيد:قبل 5ساعات من الآن رصدنا حركة في محيط المنزل و طلبنا من الحراس أن يتحققوا من الأمر إلا أنهم لم يجدوا
شيئا للأسف و واصلوا مناوبة حراستهم بشكل عادي.و لكن بعد ساعة من ذلك رأينا عبر الكاميرات المركبة من أجل
مراقبة البيت تحركات غريبة داخل المنزل فأمرنا فريق الحماسة أن يتدخل و ينظر ماذا حدث.فتبين أنه تم الدخول إلى
المنزل من قبل مجموعة مسلحة و تم ذلك من خلالنفق صغير تم حفره من الخارج إلى الداخل و تلك الحركة الغريبة
التي لاحظناها كانت أثناء دخول المجموعة و بسبب أنهم دخلوا من تحت الأرض لم نجد أي أثر.كانوا مجموعة مدربة
للغاية لذلك إستطاعوا مقاومة أعضائنا و إردائهم قتلى.فتطلب منا تدخل فريق ألفا صحيح أن فريق ألفا كان سريعا للغاية
في تصرفه مع الموقف إلا أن المجموعة كانت مدربة بشكل أكاديمي عسكري لذلك كانت المواجهة ضارية بيننا و قد قدت
العملية بنفسي و لكن للأسف تبين أن جولييت تم إخراجها منذ البداية منذ أن تمت المداهمة بالإظافة إلى أنها كانت لوحدها
في المنزل فوالداها كانا بالخارج لذلك كانت هي المتضررة الوحيدة.
هيرو:هل تعلمون شيئا عن حالتها؟حية أم ميتة؟هوية الخاطفين؟ماهي أسبابهم؟
السيد:بالنسبة إلى حالتها لا نعلم عنها شيئا لكن يمكنني أن أؤكد لك أنها حية لأنه لا توجد أي آثار لدمائها أو أي آثار
لإصابتها.بالنسبة للخاطفين مازلنا نبحث عن دلائل تقودنا إليهم و أخيرا بالنسبة إلى أسبابهم بما أن والدها من الأغنياء
و من الأشخاص المعروفين أكيد أنه من أجل المال.
هيرو:أبي أنت لا تتحدث مع طفل صغير أنت تعلم أنه منذ صغري ولدت في المنظمة و وولدت و عشت في هذه الأجواء
لذلك أعلم تمام المعرفة أن أسبابهم تتمثل في رغبتهم إضعاف المنظمة لأن لها علاقة وطيدة بي لذلك فإنهم إما يوجهون
ظربة لي أنا شخصيا أو للمنظمة بأكملها.و لا تقل لي من أجل والدها فإذا كان هذا الكلام صحيحا لتمت العملية بطريقة
أبسط و لم يكن الخاطفون بهذه المهارة.إن من قام بالمهاجمة و الدخول و الخروج أمام أعين منظمتنا يعتبر من النخبة.
هل تعرف شخصا يمكن له فعل ذلك؟
يصمت الوالد قليلا و تتغير معالم وجهه ثم يتدارك الأمر و يقول:على حد علمي لا يوجد شخص مثل هذا.
هيرو في نفسه:حسنا يا أبي تعلم من يمكن أن يكون و تخبأه عني؟سأعرفه لوحدي.
يأتي ديو بسيارة البوغاتي الخاصة بهيرو و يقول له:ماذا يحدث هنا يا هيرو؟
هيرو:لقد تم إختطاف جولييت أمام أعين منظمتنا الموقرة.
ديو:أأه,ح-حسنا هذه مفاتيح السيارة و بالنسبة إلى عدتك الخاصة لقد وضعتها في صندوق السيارة و هي كاملة.
يلتفت هيرو إلى والده:لديكم ساعتين فقط حتى يأتي الصباح من أجل أن تقدموا لي معلومة عن الخاطف أو أنني سأقلب
الدنيا رأسا على عقب و أضع سافلها على عاليها.و تملأ تلك النظرة الباردة أعين هيرو و يركب سيارته و ينطلق نحو
بيته الخاص.و عند وصوله أخرج عدته الكامل و وضعها على فراشه و فتح حاسوبه و إنطلق يبحث عبر القمر الصناعي
عن أي دليل يقوده إلى الخاطف و فجأة يغلق الحاسوب بقوة و يسحب كل ما وجد على الطاولة بيده فيسقط كل ما وجد
فوقها و كسره و من ثم ضرب يده على الحائط و قال:لماذااااااااااااااااااااا؟ماهو ذنب هذه الفتاة؟
مضت ساعتين و لم يحدث شئ فنهض هيرو من مكانه و إرتدى لباسه الخاص ذلك اللباس الأسود الذي يستعمله في
المهمات الخاصة و وضع فوقه تلك السترة الواقية من الرصاص و جهز معداته الإلكترونية و قنابله و كذلك جهز أسلحته
و ذخيرته و و ضعها في حقيبة ظهر و أخذ قناع الغاز المسيل للدموع و القنابل المفيدة لذلك الغرض و وع كل شئ في
حقيبة الظهر تلك و من ثم أخذ مسدسه الخاص و مفاتيح السيارة و إنطلق نحو المنظمة.فأدلى بهويته مثل العادة و إنطلق
بخطوات ثابتة و نظرة باردة تهتز لها الأبدان نحو المكتب الرئيسي فدفع الباب بطرف يده و دخل و سحب سلاحه و جره
فوق الطاولة و قال:لن يتدخل أحد منكم في تصرفاتي إلى أن تعود جولييت سالمة و إن حدث لها شئ أو لا قدر الله أصابها
مكروه لا أنصحكم بأن تقفوا في طريقي لأنني سأعاملكم مثل أعداء لي و يعيد سلاحه إلى مكانه و خرج من المكتب تاركا
الذهول يلعب بعقول كل من كان في المكتب.إنطلق بعد ذلك إلى المخبر الخاص بالنتائج التحليلية و إخذ الملف الخاص
بالهجوم على منزل جولييت و إنطلق نحو سيارته فركبها و خرج من المنظمة و توجه إلى الساحة العمومية ثم توقف
أمام السينما و تذكر ذلك اليوم الذي روى فيه تاريخ المنظمة لجولييت فثار غضبه و ضرب المقود بقبضته و قال:
كل هذا بسببي لو لم أتقرب منها لما حدث شئ كهذا.تباااا كيف لي أن أصل إلى هذا الحد؟كيف أحول مهمتي الأساسية من
حماية الناس و صيانة سلامتهم إلى جعل من حولي في خطر و وضع حياتهم على المحك؟ما هذا الخطأ الفادح الذي قمت
به يا هيرو؟
ثم ينظر في مرآة السيارة و يقول:من أنت يا هذا؟أنت لست هيرو,أنت شخص ضعيق عاجز لم يستطع حماية أكثر شخص
مقرب إلى قلبه.كيف تقول أنك مقاتل بارع و أنت حتى لم تستطع حماية أقرب شخص إليك.هل ستستطسع إنقاذها و أنت
لم تستطع حميتها؟فيقطع حبل تفكيره إتصال وارد إلى هاتفه النقال.فيرد على الهاتف بسرعة و يقول:نعم من المتحدث؟
المتصل:أهلا و سهلا بك أيها العميل صفر,هل تبحث علي؟
هيرو:أيها الوغد أتركها لا دخل لها في شئ إذا كان لديكم شئ معي فإفعله لي أنا لا لمن حولي.
المتصل:هههههههههههه,سأعذبك في البداية و بعدها سيأتي دورك.
هيرو:أظهر نفسك يا أنت إذا كانت لديك القوة و الشجاعة لمهاجمة منزل تحت حماية المنظمة و إختطاف من يوجد في
أعلى قائمة الحماية فلماذا الآن لا تظهر نفسك؟
المتصل:و من قال لك أنني غير ظاهر؟؟أنا أقرب مما تتصور.
في تلك اللحظة سمع هيرو صوت توقف قوي للسيارة كان نفس الصوت في الهاتف و في الحقيقة فنظر في المرآة الخلفية
للسيارة فرأى شخصا متخفيا في ردائه و يتكلم عبر الهاتف و كان في يده مسدس و كاتم للصوت لكنهم لم يكونوا
ظاهرين للغاية إلا أن هيرو بحكم خبرته إستطاع أن يلاحظهم و بحركة خاطفة دون أن يلتفت إلى الوراء حيث أنه أبقى
عيناه منصبتان على المرآة الخلفية سحب مسدسهو أطلق على ذلك الشخص الملثم و أصابه بإحترافية تامة في يده
فسقط الهاتف منه و تفطن بأن هيرو كشف أمره فإنطلق يجري هاربا و خرج هيرو من سيارته و إنطلق وراءه مسرعا
إلا أن ذلك الملثم توقفت أمامه سيارة مسلحة بدأوا في إطلاق النار علنا على هيرو و ساعدوا ذلك الشخص على ركوب
السيارة و الهروب.و لكن هيرو إستطاع تفادي الرصاصات و ركب سيارته و بدأت مواجهة بالسيارات فأخرج هيرو
رشاشا من حقيبة الظهر التي معه و أخرج يده من شباك السيارة و بدأ القيادة بيد واحدة فقط و بدأ يطلق عليهم النيران
من خلفهم محاولا إيقافهم و لكنهم أصابوا عمودا كهربائيا فأسقطوه و كان هنالك ناس عاديون في المكان مما إستوجب
من هيرو التوقف و مساعدة المواطنين. لكنه إستطاع أن يحصل على رقم السيارة و يدونه عنده و من ثم عاد إلى المكان
الذي أصاب فيه ذلك الشخص المجهول و أخذ عينة من دمائه التي تساقطت بعد إصابته و كذلك أخذ الهاتف الذي كان
يستعمله و سقط منه بعد أن أصابه هيرو لعله يجد دليلا يقوده إليه.و توجه مع تلك الدلائل إلى مختبر المنظمة من أجل
بدأ فحصها بأقصى سرعة.بعد وصوله و أثناء الفحص تلقى هيرو إتصالا هاتفيا فرد عليه قائلا:من المتحدث؟
المتصل:هذه أنا يا هيرو, جولييت.
إلى هنا إنتهت هذه الحلقة المشوقة للغاية,رأينا شدة غضب هيرو و كذلك رأينا حزمه في هذه الأمور.في هذه الحلقة
تعرفنا على وجه آخر لهيرو هو ذلك الوجه العنيف و الشخصية الباردة التي تميل للقتل بدم بارد.بالإظافة إلى أننا عرفنا
تفاصيل عملية إختطاف جولييت و لكن أيضا علمنا أنه يوجد من يستطيع أن يتحدى المنظمة و يضاهيها في قوتها لذلك
من هم هؤولاء الخاطفون الذين إستطاعوا تجاوز أعضاء المنظمة و قوتهم؟فالنتعرف عليهم في القريب العاجل.كذلك في
نهاية هذهخ الحلقة ظهرت لنا جولييت في إتصال هاتفي أكدت لنا فيه أنها لا تزال على قيد الحياة.يا ترى ماذا سيحدث
لجولييت و ماذا سيفعل هيرو من أجل إنقاذها؟و أين ستأخذنا هذه الأحداث يا ترى؟تابعونا لمعرفة الأجوبة.
يتبع.....