مع بداية أنميات موسم صيف 2024 الحافل بالأعمال المُثيرة للإهتمام, يعود لنا أنمي أبناء نجمتهم المفضلة - Oshi no Ko بموسمه الثاني. هذا العمل المبني على مانجا السينين التي تحمل نفس الإسم من كتابة و رسم أكا أكاساكا, تعرفنا عليه في موسمه الأول السنة الماضية حيث تمحورت قصته حول التوأمين أكوامارين و روبي هوشينو الذان أُعيد تجسيدهما كطفلين لنجمتهم المُفضلة آي هوشينو إلا أن ذلك سُرعان ما تحول لكابوس بالنسبة لهما عندما قام أحد المُتربصين بطعن والدتهما حتى الموت. بعد سنوات من الحادثة, يبدأ المُراهقان أكوا و روبي في السير بخُطواتهما الأولى في عالم الفن و الترفيه من خلال فرقة بي-كوماتشي الجديد و المسرحية من تصنيف 2,5 أبعاد تحت عُنوان “نصل طوكيو”.
الآن, يبدأ آرك “نصل طوكيو” بشكل جدي في الموسم 2 من الأنمي حيث نرى أن هذه المسرحية مبنية على مانجا قتالية ذائعة الصيت في حدود عالم أبناء نجمتهم المفضلة - Oshi no Ko و فيها يتم إستعراض السيافين و قصص حُب مُعقدة. و كما برز لنا في نهاية الموسم الأول من الأنمي فإن أغلب الشخصيات الرئيسية تحظى بأدوار مُهمة في إنتاج المسرحية حيث من الواضح من اللمحة الأولى أن رومنسيات الشخصيات و حياتهم العاطفية الحقيقية من المُؤكد أنها ستختلط معا بطُرق رائعة. كما يبدو أن مُثلث الحب من الموسم 1 على وشك أن يحتدم فيه الصراع بشكل كبير و من غير المُمكن لأي شخص تخمين من سيكون الفائز و الخاسر في النهاية.
أنمي أبناء نجمتهم المفضلة - Oshi no Ko الموسم 2 يضع جانبا مُهمة أكوا في الإنتقام بكل ذكاء
لم يُقم أنمي أبناء نجمتهم المفضلة - Oshi no Ko في الحلقة 1 من الموسم 2 بتهميش المهمة الشخصية التي يسعى لتحقيقها التوأمين هوشينو من البداية, حيث يسعى أكوا للإنتقام من المُتسبب في وفاة والدته و تسعى روبي إلى أن تُصبح نجمة مشهورة و تكون محبوبة الجماهير كما كانت والدتها من قبلها. كلا هذين الحبكتين الفرعيتين حظيا بتسليط الضوء عليهما في هذه الحلقة و لكن بالقدر الكافي وهو الإختيار الأفضل حسب رأيي. يُذكر أكوا نفسه بأنه حصل على دور في مسرحية “نصل طوكيو” لا من أجل حماس المسرح و إنما ليتقرب من المُخرج المدعو توشيرو كيندايشي. السيد كيندايشي ليس مُخرجا فحسب و إنما هو رئيس المجموعة المسرحية لالا لاي و التي كانت تنتمي لها آي هوشينو يوما ما. بينما تتواجد كل من كانا و أكاني و البقية لخوض هذه التجربة المسرحية الجديدة في ميدان الفن و الترفيه, فإن أكوا يرى كل هذا مُجرد وسيلة للوصول إلى غايته مما يُمثل الجُزء الأحدث من عملية تخريبه للنموذج الأصلي من الشخصية العبقرية التحليلية.
في هذه الأثناء, أخت أكوا التوأم, روبي تقضي الدقائق الأولى من الحلقة 1 و هي تُبرز لنفسها أنها مُصممة أكثر من أي وقت مضى على أن تُصبح نجمة رائعة و محبوبة قادرة على تعبئة ملعب كامل من الجماهير و قد ظهرت و هي تُصلي أمام شاهد قبر عائلة هوشينو. يبدو هذا الأمر مثالا جيدا لإبراز مدى قُرب الإبنة من والدتها حتى من بعد وفاتها, و هو تذكير هام للمُشاهدين بأن سعي روبي نحو تحقيق هدفها هذا هو أمر شخصي بالنسبة لها. بصفتها سارينا تيندوجي في البداية أحبت آي كنجمتها المُفضلة رقم 1 و لكن الآن يُجمعُهما رابط عائلي لا يُمكن لروبي أن تتخلى عنه أبدا. و على الرغم من قُوة و أهمية هذا الرابط و حُلم روبي إلا أنه في هذه الحلقة لم يتم التطرق إليه عميقا تماما مثل مُهمة أخاها في الإنتقام, فقد تم الإشارة لهما بشكل مُقتضب تذكيرا للمشاهدين بالحبكة الأصلية التي ختمنا بها الموسم الماضي.
هذا الإختيار في السرد القصصي بدا لي أمرا جيدا لأن آرك “نصل طوكيو”, يبدو أنه سيكون قصيرا و لكن مُعقدا في ذات الوقت فلدينا العديد من الشخصيات الحاضرة فيه التي يفصل بين شخصياتهم الحقيقية و شخصياتهم في المسرحية خيط رفيع للغاية قد يؤدي في بعض الأحيان إلى إختلاط الشخصيتين. الأنمي في هذه المرحلة لا يحتمل التعامل مع مساعي أكوا في الإنتقام و طموحات روبي و مسرحية “نصل طوكيو” كلها في آن واحد, و هذا ما سيقودنا إلى بناء حلقات غير واضحة و عشوائية. و من أجل الإبتعاد عن الوقوع في هذه الوضعية, طرحت الحلقة 1 بكل ذكاء ما يُفكر فيه الأخوين هوشينو حتى لا يشعُر المُشاهدون بنوع من الإنفصال القصصي مع الموسم السابق و من ثم إستغلت الجُزء الأكبر من وقت الحلقة في تقديم المسرحية و حيثياتها. و لكن لا شك في أنه مع إنتهاء هذا الآرك سوف يستكمل كل من أكوا و روبي مساعيهما من حيث توقفت و سيكون المُشاهدون مُستعدين لذلك.
بوادر إحتدام الصراع لمُثلث الحُب الأساسي في أنمي أبناء نجمتهم المفضلة - Oshi no Ko
تكونت الحلقة 1 من الموسم 2 من أنمي أبناء نجمتهم المفضلة - Oshi no Ko من خطين سرديين أساسيين: مًثلث الحُب بين أكوا و كانا و أكاني, و إنتاج مسرحية “نصل طوكيو” و كلا هذه الخطين يتشابكان في ما بينهما. إختار صُناع العمل بكل ذكاء في الطرح تقديم الشخصيات مجازيا بشخصياتهم الخيالية من المسرحية و جعلوهم يُعبرون عن أنفسهم من خلال الشخصيات التي سيلعبون أدوارها و هذا ما خلق تداخُلا رائعا بين الواقع و المسرحية. و قد قادنا هذا الأمر في بعض الأحيان إلى أداء تمثيلي فريد من نوعه, حيث يتحدث مُمثل ما بمشاعره الحقيقية بينما هو يُردد نص الشخصية المسرحية. في هذه الحالة, لدى كل من التسونديري(المتحفظة والمحبوبة) المشهورة كانا أريما و أكاني كوروكاوا الفُرصة المُلائمة للصراع حول أكوا هوشينو من خلال الشخصيات اللاتي يلعبن أدوارهن في المسرحية. و لهذا السبب و مجموعة من الأسباب الأُخرى التي سنكتشفها لاحقا, تنغمس كلا الشخصيتين في أدوارهن بالكامل.
مجازيا, فإن كلا من كانا وأكاني محجوزتان في سباق و شخصيتيهما من مسرحية “نصل طوكيو” هما السيارتان اللاتي سيستعملانها للفوز. من الواضح أن كانا في المُقدمة فمن ناحية هي واثقة و حازمة أكثر من أكاني و من ناحية أُخرى الشخصية التي ستؤدي كانا دورها أكثر بروزا من دور أكاني في المسرحية حسب السيناريو الحالي. في الحقيقة, شخصية توكي التي يُؤديها أكوا يبدأ مُتعلقا عاطفيا بشخصية سايا التي تُؤديها أكاني و لكنه ينقلب في ما بعد ليرتبط بشخصية تسوروغي التي تُؤديها كانا. فبالإعتماد على السيناريو فقط, فإن الغلبة ستكون لكانا في سباق الحُب هذا و هو أمر تعلمه أكاني. و قد رأينا في الحلقة, أن هذه الحقيقة ساهمت في تقديم نوع ما من التوتر و الأكشن و القليل من الكوميديا التي أضفت المزيد من المُتعة أثناء المُشاهدة. لا يرتكز. أنمي أبناء نجمتهم المفضلة - Oshi no Ko على الرومنسية البحتة, كما أن الأحداث أعمق من فكرة من يحب الآخر بل نحن نشهد بناء لطبقة عاطفية أكبر للسرد القصصي الأساسي.
قد يُمثل هذا النهج تحديا بالنسبة لكانا و أكاني و يجعلهما يُعيدان النظر في هُويتهما و كيفية التعبير عن نفسيهما من خلال شخصيتيهما في “نصل طوكيو”. في الوقت الحالي, تتقدم كانا في سباق مُثلث الحب ليس فقط بسبب أن شخصيتها تقضي وقتا أكثر مع أكوا و لكن لأنها من البداية تتمتع بشخصية جريئة و حازمة. كانت كانا تميل إلى دفع الناس بعيدا عنها من خلال طريقتها الحازمة, لذلك بدأت في إستيعاب كيفية أداء أداء زُملائها المُمثلين من حولها حتى لو كان ذلك يعني أنها ستستخدم تمثيلا دون المُستوى للإندماج. ساعدها هذا النوع من ضبط النفس في حصولها على أدوار في المجال الذي إختارته و هذا يعني أنها تكذب بشأن شخصيتها الحقيقية و في هذا إشارة واضحة إلى كواليس صناعة الترفيه الإستغلالية و المُخادعة في اليابان. و لكن مازال لدى كانا القُدرة على إثبات نفسها بكل جُرأة, و مع تواجد أكاني في المُنافسة, فهي لا تدخر أي جُهد في تسليط الضوء على نفسها و هو ما أدى إلى تصدرها حاليا في مُثلث الحب.
أكاني كوروكاوا تتعاطف بشدة مع شخصية الأميرة ساياهيمي
حاليا, يبدو أنا أكاني كوروكاوا تخسر سباق مُثلث الحُب و هو ما يُعتبر تطورا مُهما في الحلقة 1, و لكن قادنا هذا الأمر إلى واحد من أكثر حوارات الحلقة عاطفية. إنتهى الأمر بأكاني لتكون المحور العطفي للحلقة. و على الرغم من مُيول مُشاهدي الأنمي للإعجاب بشخصيات كروبي و كانا المُندفعتين أكثر من أكاني المُتحفظة نوعا ما, إلا أنه لا يُوجد أي شك في أن آرك تطور رومنسية شخصية أكاني هو أمر جوهري و يُخاطب القلب مُباشرة و هو ما أضفى المزيد من المُتعة و التميز في الحلقة 1. على الرغم من كون أكاني مُتخلفة حاليا في سباق الحُب, إلا أن لديها خُطة ذكية لتعويض ما فاتها و دفع نفسها للأمام أكثر و أكثر. لدى أكاني عادة في تقمص شخصية هي ليست ما عليها في الحقيقة فقط من أجل جذب إهتمام أكوا — الحلقة 1 من الموسم 2 تنقل هذا الأمر إلى مُستوى جديد.
ترى أكاني نفسها في الشخصية التي ستلعب دورها, الأميرة ساياهيمي. حيث تبدأ كلا الشخصيتين بتواجد شخصية ذُكورية محبوبة في حياتهم, أكوا/توكي, و لكن يظهر أمامهم مُنافس أكثر جُرأة و ثقة في النفس يسرق منهم حبيبهم. بالنسبة لأكاني تُعتبر شخصية كانا/تسوروغي تهديد داهم, و بينما تمنح مسرحية “نصل طوكيو” الغلبة لتسوروغي ضد سايا في مُثلث الحُب إلا أن أكاني تشعر عكس ذلك في الواقع. ستسير على خُطى كانا لتُصبح أكثر قوة عاطفيا حتى لو كان ذلك يعني أن تُصبح شخصا مُختلفا عن ذاتها الحقيقية. النُسخة الأصلية من شخصية ساياهيمي في المانجا جعلت منها خادمة ذات شخصية مُتضاربة و طيبة القلب و لكنها في نُسخة المسرحية جعلوا منها مُتعطشة للدماء لا رحمة لديها و لهذا فهو مُبرر نوعا ما سبب عدم إهتمام توكي بها. تتمنى أكاني تغيير من تكون ساياهيمي حتى تستطيع تغيير شخصية أكاني في حد ذاتها, و من وجهة نظرها فإن كلا التغييرين سيكونان للأفضل. هذا الطرح للشخصية ساهم في تقديم تطور رائع جدا و يعدنا بالمزيد من الإثارة في الحلقات القادمة و شخصيا أعتبره القسم الأهم من الحلقة 1.
وُصول أكيبو ساميجيما مع إحتمالية تغيير كل شئ
تنتهي الحلقة 1 على نغمة مُمتعة و في ذات الوقت مُزعجة مع وصول أكيبو ساميجيما الكاتبة الأصلية لمانجا “نصل طوكيو”, حيث حظرت شخصيا على عين المكان على الرغم من كونها خجولة. لوهلة بدت شخصيتها كإضافة فوضوية لقصة مُزدحمة بالفعل بالشخصيات, لكن قدوم أكيبو لم يكن فقط لتقديم العقل المُدبر لمانجا “نصل طوكيو”. يتبين لنا أن أكيبو ترى الأمور من نفس منظور أكاني — هذا يعني أن كاتب سيناريو المسرحية قام بالفعل بتغيير الكثير من الأشياء إستنادا إلى وجهة نظر إنتاجية. في هذه المرحلة, سيكون تغيير السيناريو أمرا محفوفا بالمخاطر فالمُمثلون بدؤوا بالفعل في تجارب الأداء و لكن صدمت أكيبو الجميع عندما أعلنت عن رغبتها في تغيير السيناريو بالكامل.
هذه نهاية مُثيرة للتشويق لالحلقة 1, ليس فقط لأنها تعد بالعديد من التغييرات المحورية لمسرحية الشونين هذه و لكن لأن كل من كانا و أكاني يعكسان صراعهما العاطفي من خلال شخصياتهما في المسرحية و أي تغيير في أدوارهن سينعكس بالتالي على صراعهما الواقعي و لو قليلا. قبل قدوم أكيبو, كان السيناريو يصُب في مصلحة كانا, و لكن الآن و مع إحتمالية إعادة كتابته كاملا ربما سيجعل هذا الأمر من الشخصيتين على قدم المُساواة أو حتى أنه قد يمنح شخصية الأميرة ساياهيمي التي تلعبها أكاني الأفضلية. و بالنظر لمقدار تعلق أكاني بأكوا, فإنها بالتأكيد ستدعم إقتراح أكيبو الجرئ و في المُقابل ستُعارضه كانا. من المُؤكد أن هذا التطور الأخير في الحلقة سيغذي لهيب الصراع الرومنسي في الحلقات القادمة و هو ما سيزيد مُتعدة مُشاهدتنا لهذا العمل.
على الرغم من كون هذا الآرك يحيد بعض الشئ عن القصة الرئيسية و يُحول التركيز أكثر إلى الفنون المسرحية, إلا أنه من المُمتع جدا أن نتعمق في هذا العالم. منذ الموسم الماضي, برع الأنمي في إستكشاف ما يوجد خلف كواليس عالم صناعة الترفيه, و هو ما دفعني شخصيا لمُشاهدة هذا العمل, فمن الجيد أن نراه يُسلط الضوء من جديد على هذا الجانب من القصة. أتمنى أن يستمر الأنمي على الأقل خلال هذا الموسم في عرض الدراما القابعة خلف كواليس الفنون المسرحية و المشاكل الإنتاجية التي قد تنتج خاصة عندما لا يتفق صاحب العمل الأصلي مع كيفية إقتباس عمله إلى نص مسرحي.
[بـــقلم Tunisiano111]
©جميع حقوق الصور محفوظة محفوظة لصالح أكا أكاساكا و مينغو يوكوياري / SHUEISHA / الجهة المُنتجة لأنمي أبناء نجمتهم المفضلة - Oshi no Ko و شُركاؤه
التقرير الرسمي للأنمي في المنتدى: أبناء نجمتهم المفضلة - Oshi no Ko