مانجا ون بيس - One Piece, مُراجعة الفصل 1122: أخيرا تنتهي معركة الإيغهيد بطريقة شاعرية
لقد إستغرقت مانجا ون بيس - One Piece وقتا طويلا في سرد قصة الهروب من جزيرة المُستقبل إيغهيد و عرض رسالة الدكتور فيغابانك إلى العالم أجمع عبر جهاز إرسال و إستقبال الفيديو. و من أجل حبكة القصة كان من المهم إبراز كل ذلك و لكن للأسف نتج عنه جُملة من الفُصول البطيئة و المُتشابهة و التي لم تبرز كثيرا بين زخم الأعمال الأخرى. و لحُسن الحظ, أثبت لنا الفصل 1122 بعنوان “عندما يحين الوقت” أن المانجا أخيرا تتحرك إلى الأمام و تنتقل بنا إلى الأحداث المُوالية.
كل الظروف مُواتية لهروب طاقم قُبعة القش من جزيرة المُستقبل على متن سفينتهم “ثاوزند ساني غو - شمس الألفية” إلى جانب سُفن قراصنة العمالقة المُحاربين كما أن قُوات حُكومة العالم ليسوا في أفضل حالاتهم. أخيرا يبدو لنا أن مانجا ون بيس - One Piece على إستعداد لإطلاق المعركة النهائية حول كنز روجر المشهور “القطعة الواحدة - الون بيس” — على الرغم من أنه و لمرة أُخرى يجب على صديق آخر أن يُقدم تضحية عظيمة حتى يتمكن الجوي بوي لوفي من مُواصلة الرحلة و القتال.
يبدأ الفصل 1122 من مانجا ون بيس - One Piece بنقاط سردية واعدة
ماذا يُخبئ المُستقبل لكل من كوبي و باغي و اللحية السوداء؟
من المُعتاد في مانجا ون بيس - One Piece أن يتم تخصيص بعض الصفحات للأطراف الثانوية مع تقدم القصة الرئيسية للآرك و هو ما حدث في الفصل 1122 حيث إستعمل فيه أودا هذه الفكرة بطريقة جيدة. ما رأيناه في الصفحات الأولى هو أمر مُثير و ذو صلة مُباشرة لأن أشخاصا مثل كوبي و اليونكو اللحية السوداء و المُهرج باغي يتفاعلون جميعا مع الأخبار المُزلزلة التي تقول بأن القُرصان الذي سيحصل على كنز الون بيس سيقود العالم بأسره. إنه سباق للوصول إلى لاف تايل و العديد من الأطراف الجديرة بالمُلاحظة عازمة إما على الفوز بهذا السباق أو إيقاف الآخرين تماما.
من ناحية نرى أن هُنالك مجموعة عازمة على مُطاردة كنز روجر المعروف بإسم ون بيس و هم نقابة الصليب و هي المُنظمة الجديدة التي كونها السير كروكودايل و دراكول ميهوك إلى جانب باغي كزعيم لهم في الواجهة. و من الغريب أن باغي يعترض على فكرة الإستيلاء على العالم و لكن أتباعه المُخلصون في النقابة يريدون لذلك أن يحدث لهذا غير باغي من نبرته في الكلام. و من ناحية أُخرى نرى اليونكو اللحية السوداء يستعد لسماع بعض الأخبار المُهمة من المارق كاريبو و في نيته إطلاق النار عليه إذا لم تكن معلوماته تستحق العناء على الإطلاق. أخيرا, تُظهر لنا الصفحات الأولى من الفصل 1122 أن كوبي عدو لوفي الصدوق يتعهد بمنع أيا كان و بمن فيهم لوفي من العُثور على الون بيس.
النتائج مُختلطة هُنا لكن أغلبها إيجابية. يُمكن القول أن أضعفها في الوقت الحالي هو ما يخُص اللحية السوداء بما أننا لا فكرة لدينا عن ما سيقوله له كاريبو و لكن ظهوره في الفصل تذكير لنا عن الدور الكبير الذي سيلعبه مارشال دي تيتش في القصة مُستقبلا. أما مشهد نقابة الصليب فهو أكثر أهمية بالنسبة لي في الوقت حالي بما أن هذه المجموعة هي الأحدث في عالم ون بيس - One Piece و لم يحصل المُتابعون إلى حد هذه اللحظة إلا على تلميحات بسيطة حول أهدافهم و دوافعهم على غرار وضع مُكافآت على رؤوس ضُباط البحرية كتعبير عن المُعاملة بالمثل إزاء مُلصقات القراصنة التي تضعها البحرية للتخلص منهم. و حقيقة أن باغي يتعرض لضُغوطات لقيادة نقابة الصليب للسعي للبحث عن كنز الون بيس فإن هذا سيكون أمرا مُسليا عندما يكون أعظم وصول عرضي للسلطة في السلسلة(قيادة باغي لنقابة الصليب) هو من يُسابق لوفي في الوصول إلى جزيرة لاف تايل.
أقوى هذه التلميحات هو تهديد كوبي على الرغم من أنه ظهر بشكل مُقتبض للغاية. لسنوات عديدة كان كوبي هو العدو الصدوق القديم للوفي — شاب مثله يحلم بتحقيق أحلام كبيرة و يسعى لمُلاحقة طُموحاته. الآن هو ضابط بحرية مُخضرم و قوي و أكثر طُموحا من بعد القفزة الزمنية بسنتين التي حصلت في المانجا. إنه لمن الحماسي و المُحزن في نفس الوقت أن كوبي يُعلن نيته صراحة في إيقاف لوفي من إيجاد كنز روجر و إعتباره كبقية القراصنة الآخرين و يُمكن لنا أن ننتظر معركة أسطورية قد نكون قادرين على رُؤيتها هذه المرة إن تقاطعت طُرق الشخصيتين كما حدث مع روجر و غارب في الماضي. صحيح أن مانجا ون بيس - One Piece مليئة بتصريحات الشخصيات التي تنطق بإعترافات و تهديدات عالية الصوت و لكن عندما تكون صادرة من شخصية عرفناها منذ البداية و رأينا تطورها فإنه هذا الأمر يُصبح شخصيا و يبدو لنا أكثر عاطفية.
أخيرا تصل معركة جزيرة المُستقبل إلى أعتاب نهايتها
يحصل مُحبو مانجا ون بيس - One Piece على نهاية مُتأخرة كثيرا في الفصل 1022
إنه لمن الرائع و المُدهش للغاية رُؤية العديد من الشخصيات القوية للغاية مُجتمعة كُلها في مكان واحد على أرض جزيرة المُستقبل إيغهيد. فبداية من الأدميرال كيزارو و تباهيه بُقوة فاكهة الشيطان الخاصة به, مُرورا بالعدو القديم روب لوتشي العائد لجولة أُخرى ضد طاقم قُبعة القش وصولا إلى واحدة من أكبر مُفاجآت هذا الآرك و هو وُصول الشيوخ الخمسة(الغوروساي) لبسط النظام و التحكم في مُجريات القتال بالإعتماد على فواكه الشيطان من صنف زون الخاصة بهم. و لكن من الناحية السلبية فإن معركة الهُروب من الجزيرة أصبحت في النهاية فوضوية بعض الشئ و لم تحضى كل الشخصيات بحظها في الظهور بشكل مُلائم بل إن كل الشخصيات تقريبا لم نرى لها مشاهدا كثيرة. حتى لوفي و جويرلي بوني قد حصلا على مشاهد معدودة هدفها التلميح لعظمة قُوة إستعمالل الغير-5(المُحرك الخامس). و لكن في النهاية, يُمكننا القول أن هرب لوفي و رفاقُه من جزيرة الإيغهيد أصبح حتميا و هو ما يجعل من الفصل 1122 نُقطة تحول في ماهو قادم من أحداث في قصة المانجا.
نفس الشئ يُمكن قوله بالنسبة لرسالة الدكتور فيغابانك التي وصلت إلى نهايتها المُفاجأة و المُؤسفة. صحيح أن رسالته قدمت لنا أخبارا مُذهلة عن غرق العالم و تلميحات حول “همسات أصوات الماضي” و كشفت مجموعة من الحقائق المُهمة لشخصيات عالم ون بيس - One Piece, إلا أنها إستغرقت وقتا طويلا و كانت نوعا ما حاجزا أمام لحظات الأكشن و يُمكن القول في أنها كانت سببا في تقديم نهاية عبثية بعض الشئ للمعركة. يلعب الفصل 1122 دورا مُهما في إعادة إحياء وتيرة الأحداث بوضعه لنهاية لكل من الرسالة و للمعركة تقريبا. لا يُمكنني أن أقول أن نهاية الرسالة قبل عرضها كاملة هو أمر جيد بما أن الدكتور فيغابانك مازال في جعبته الكثير لقوله, و لكنه يُعطينا نوعا ما من الطُمأنينة إزاء تقدُم أحداث المانجا من جديد و أننا لن نرى التلاعب بمشاه معركة الشيوخ الخمسة و عرض الرسالة مرة أخرى. عوضا عن ذلك, نرى أن الفصل 1122 قد وضع حدا لكل ذلك بمشهد مُذهل و مُرعب في نفس الوقت حيث نرى العملاق الحديدي إيميث يُوجه آخر هُجوم صادم له ضد الشيوخ الخمسة الذين يُمثلون القوة الضاربة لحُكومة العالم.
تضحية إيميث هي نهاية قوية تُلامس القُلوب للفصل 1122
مُتباعو مانجا ون بيس - One Piece على موعد مع حبكة صادمة لا تُنسى
لقد كان واضحا وُضوح الشمس أن العملاق الحديدي إيميث غير قادر على مُواصلة القتال لمُدة أطول ضد الغوروساي. و لحسن الحظ, بقيت في جعبته مُفاجأة أخيرة و هي الجُزء الأفضل و الأهم في الفصل 1122. إنه لأمر حماسي و مُثير للدهشة أن نرى إيميث يُطلق العنان للهاكي الملكي المُخزن في جسده الحديدي و يالها من موجة هاكي عملاقة كانت قادرة على إلغاء إرسال الغوروساي ما عدا جيغارسيا ساترن مرة أخرى إلى ماريجوا في هيأتهم البشرية و هو ما عكس مجرى الأمور في معركة جزيرة المُستقبل الضارية. بهذا الهُجوم كانت مانجا ون بيس - One Piece قادرة على قلب الأوضاع و زيادة حماس الترقب لماهو قادم. بفضل إيميث, يُمكن لنا تصنيف الفصل 1122 ضمن قائمة الفُصول الأسطورية التي قلبت مُجريات الأحداث للأبد.
هُجوم الهاكي الأخير الذي أطلقه إيميث كان مُتعة بصيرة و لا يُمكنني الإنتظار لرُؤية إقتباسه في الأنمي و هو يُمثل إعلانا صريحا و صارخا لوفاء و صدق هذه الشخصية تجاه “الجوي بوي”, و لكن لم يتوقف الأمر عند ذلك فقط. حصل العملاق الحديدي على فلاشباك عاطفي بنمط الشونين أضفى المزيد من الروعة و الحُزن في ذات الوقت تجاه هذه التضحية العظيمة التي قدمها لطاقم قُبعة القش. نرى في الصفحتين الأخيرتين من الفصل 1122 من مانجا ون بيس - One Piece مشهدا يجمع بين إيميث والجوي بوي الأصلي يتحدثان في الماضي السحيق, حيث يشرح الجوي بوي تفاصيل الهاكي الهاكي المُخزن في جسد العملاق. من الواضح جدا أن إيميث و الجوي بوي أصدقاء قُدامى في هذا المشهد بالأخذ بعين الإعتبار التعبير اللطيف الذي ظهر على وجه إيميث, و هذا الترابط العاطفي هو ما جعل هذه التضحية أكثر مأساوية و لا يُمكن أن أن تُنسى. حيث أن هذا العملاق الحديدي الذي تعرفنا عليه خلال هذا الآرك فقط و الذي لم يظهر أيضا في العديد من الفصول, نراه الآن يُقدم أغلى ما يملك لهدف إنقاذ الجوي بوي الجديد للهرب من غضب أشرار حُكومة العالم. هذا الأمر يجعل من إيميث في نفسك مكانة مستر2 بون كلاي — الصديق الذي سنتذكره دائما مهما حاول البحر تفرقة لوفي عن أصدقائه. هذا المشهد الختامي يجعل من الفصل 1122 من مانجا ون بيس - One Piece فصلا يستحق القراءة بإنتباه شديد و بكل جدارة, فهو واحد من الفصول التي تستمتع بقراءتها و ليس مُجرد فصل يجب عليك قراءته حتى تبقى مُطلعا على مُجريات الأحداث في المانجا.
إنطباعي عن الفصل عموما
الفصل 1122 من مانجا ون بيس - One Piece هو إعلان صريح على إسدال الستار على جُزء مُهم من القصة و عودة لتقدم الأحداث بعد رُكود نسبي طال عدة فُصول مُتتالية. و على الرغم من أهمية ما جاء فيه إلا أنه في نفس الوقت يفتح بابا للعديد من التساؤلات التي تبادرت إلى ذهني: ماهو الجُزء الناقص من رسالة فيغابانك و الذي كان يتحدث فيه عن الجوي بوي؟ بما انه تم تخزين قدر هائل من الهاكي في جسد إيميث فإن نظرية تخزين الهاكي في الأشياء أصبحت مُمكنة فهل توجد أدوات أخرى تحتوي على هاكي القُدامى؟ لماذا عاد كل الغوروساي إلى الماريجوا ما عدا ساترن؟ فلا يُمكننا أن ننسى أنه أول الواصلين إلى جزيرة المُستقبل فرُبما من رأيناهم كانو مُجرد نُسخ تم إستدعاؤها عبر قُدرة خاصة لساترن فكما نعلم أنه بالقدر المُناسب من الهاكي يُمكن إبطال قُدرات فواكه الشيطان فرُبما تأثير هجوم إيميث كان إبطال قُدرة الإستدعاء الخاصة بساترن و ليس إبطال تحول الغوروساي من هيأة الوحوش إلى الهيأة البشرية. ماذا سيكون مصير ساترن بما أنه الوحيد المُتبقي على الجزيرة و ماهو مصير طاقم قُبعة القش هل إنتهت مصاعب الهُروب بالنسبة لهم؟ و السؤال الأهم هل حادثة الإيغهيد التي ستهز العالم قد حصلت بالفعل أم أننا مازلنا لم نراها؟ كلها تساؤلات مازلت أبحث لها عن أجوبة في إنتظار أن يتم تفسير بعض منها في الفُصول القادمة.
©جميع حقوق الصور محفوظة لصالح إيتشيرو أودا / Shueisha / الجهة المُنتجة لمانجا ون بيس - One Piece
التقرير الرسمي للمانجا في المنتدى : ون بيس - One Piece