تبدأ حلقة هذا الأسبوع مع مجموع السهم المُضاد و ريودوس و هم يستمتعون بمشروب احتفالي بعد مغامرة أخرى ناجحة. خلال الاحتفالات ، تطلب سارة من رودي مرافقتها للعثور على سكين جديد ، حيث تعرض سكينها الحالي للتلف و لم يعد حادا بسبب كثرة الإستعمال. بكل سعادة ، وافق ريودوس على الموعد ، و انطلق الإثنان في اليوم التالي للتسوق و الشراب والاستمتاع بصحبة بعضهما البعض. تنتهي الليلة الليلة كما كان متوقعا من البداية في مكان ريودوس حيث يتطلعون لقضاء أمسية عاطفية. إلا أن السعادة لم تدم طويلا، حيث فشل ريودوس في التفاعل مع سارا جسديا، مما تسبب في مغادرة سارا بقلب مكسور، ظانة أنها غير كافية لإغراء ريودوس. هذا يترك المغامر الشاب يشعر بالوحدة والأذى.
من هذه اللحظة الحزينة التي لها أبعاد كثيرة حول مفهوم الفقد و التخلي لدى بطلنا، تغطي أحداث الحلقة سعي ريودوس و هو يكافح للتصالح مع ما حدث، و الأهم من ذلك، معرفة سبب حدوثه. بداية بمواجهة مخمورة مع سولدات الذي يبدأ معه في رحلته لإكتشاف الذات وصولا إلى اللحظة الأخيرة التي نراه يرسم فيها مسارًا جديدًا، تمكنت هذه الحلقة من التعامل مع الطبيعة الجادة لموضوعها بحساسية محترمة.
بينما يتم التعامل مع السرد الأساسي بمهارة رائعة، فإن أفضل جزء مه هذه الحلقة بالنسبة لي هو مدى سلاسة تغييره في شخصية سولدات. من عدو مزعج لرودي في الحلقات الماضية وصولا إلى مواجهته الأخيرة معه التي يرى فيها الساحر يتخبط و هو يبكي على ظلم العالم، نتحصل في النهاية على تغيير جذري في هذه الشخصية المساعدة. بينما نشاهد المغامر يحاول مساعدة ريودوس على الإبحار في ذكرياته العاطفية لماضيه، نكتشف كينونة سولدات الحقيقية و لماذا كان دائمًا يسيئ لريودوس. في حين أن طريقة تفكيره لا تُبرر معاملته السيئة، إلا أنها تلقي الضوء على جانب إنساني فيه أكبر بكثير. هذه الشخصية تم تصميمها لينتهي بها المطاف لمساعدة ريودوس في إيجاد النور من جديد أثناء صراعاته النفسية. ومع ذلك ، فإن اقتراحه الأول يبدو مشكوكًا فيه بعض الشيء.
بعد اجتماعهم في الحانة، تنطلق الحلقة في عرض الخطة الأولى لسولدات من أجل مساعدة ريودوس على تجاوز أزمته التي تعرض لها. يأخذ المغامر المخضرم بطل الرواية إلى بيت دعارة، على أمل أن يساعده إكتساب المزيد من الخبرة في التغلب على مشكلته. كما ذكرت سابقًا، يبدو أن سولدات فعل ذلك عن حسن نية، و لكن منذ الوهلة الأولى ، تبدو هذه الخطة محكوم عليها بالفشل. ريودوس في صراع نفسي عميق تعود جذوره إلى الموسم السابق، إضافة إلى كونه شخص خجول و يشك في نفسه لأبعد الحدود. وضع نفسه في موقف حميمي مع شخص مشغول لا يبدو خطة جيدة لتجاوز أزمته الحالية.
بعد الوصول إلى قناعة تامة أن فعل كل ما يتطلبه الأمر يتجاوز مشكلته, لن يحدث في تلك الليلة, قرر الثنائي الإلتجاء للتقليد المتاعرف عليه و هو نسيان المشكلة وقتيا عن طريق إحتساء النبيذ حتى الثمالة التامة. أثناء سيرهم في شوارع المدينة بعد إغلاق بيت الدعارة, بدأ ريودوس في التنفيس عن نفسه و عن ما يجول بخلده بصوت عال. صوته كان عاليا جدا لدرجة أنه وصل إلى سارا و سوزان الذين تصادف مرورهما من هناك. كما هو حال كل الثمالى حين يتكلمون, إنتهى المطاف بريودوس و هو يقول كلاما قاسيا ترك سارا متألمة أكثر من ذي قبل.
نظرا لأن هذه الحلقة جعلت المشاهد يتابع مسيرة ريودوس طوال اليوم وصولا إلى لحظة ذروة الأحداث, كان من السهل التعاطف مع كل من رودي و سارا و الشعور بالأسى تجاه ما وصلت إليه حالتهم بسبب سوء فهم نوعا ما. في حين أن إنزاعج سارا مما سمعته أمر مفهوم تماما, إلا أننا أيضا نعلم أن كلام رودي كان نابعا من الخمور التي إحتساها و أطلقت لسانه للتعبير عن إحباطه و حجم المعاناة التي يمر بها داخليا ففي النهاية هو لا يقصد أيا مما قاله. جميعنا يخوننا التعبير في لحظات التوتر لينتهي بنا المطاف في مأزق إذا سمع كلامنا الشخص الخطأ. هذا يجعل اللحظة معقدة و مزعجة و مأساوية بنفس الدرجة لكل الأطراف المعنية.
من الواضح أن رودي سينطلق في مرحلة أخرى من مغامرته حيث يبدو أنه سيلتحق بمجموعة سول في إكتشاف متاهة مُكتشفة حديثا في دوقية نيرس. لم يكد رودي يغادر هذه البلدة حتى تصل إليناليز و تستغل سحرها الأنثوي لتعرف أن بطلنا في بيبين, المدينة الثانية للدوقية. شئ ما يُخبرني أنها ستصل إلى غايتها في النهاية و هو ما يجعلني أتساءل كيف سيكون رد فعل روديوس عندما تعثر عليه.
إنطباعي عن الحلقة عموما
خلال الحلقة 3 من أنمي إعادة تجسيد العاطل عن العمل: سأحاول بجدية إن إنتقلت إلى عالم آخر - Mushoku Tensei II: Isekai Ittara Honki Dasu الموسم الثاني تم تقديم كل اللحظات العاطفية التي تربط حبكة القصة بمهارة عالية على المستوى البصري. القلق و الإحباط و الأذى و الغضب كلها مشاعر تم نقلها بشكل ممتاز للمشاهدين. قدمت لنا هذه الحلقة قصة ممتازة ذات مغزى في النظال من أجل الوصول إلى الذات و التصالح معها حيث كان مؤثرا جدا من الناحية السردية التعمق في كينونة كل من ريودوس و سولدات كأشخاص. الحلقة بالرغم من إحتوائها على مشاهد مُخلة إلا أنها كانت نقطة تحول في القصة كاملة على عكس مشاهد الموسم الأول التي كانت إعتباطية و تُشتت إنتباه المشاهدين.
