هجوم العمالقة - Shingeki no Kyojin بداية النهاية
بعد إنتظار طويل و أخبار محبطة بخصوص تقسيم الحلقة الأخيرة مرة أخرى إلى قسمين, أخيرا تم عرض هجوم العمالقة الموسم الأخير الجزء 3. و لكن الإنتظار كان مستحقا و لم يقم أستوديو MAPPA بتخييب آمالنا, فمستوى القصة و مواصلة الأحداث رائع للغاية أما المتعة البصرية و الصوتية التي شاهدناها في هذه الحلقة الخاصة يمكن أن نقول عنها أفضل ما قدمه الأستوديو للتحفة الخالدة هجوم العمالقة.
على مدى 3 سنوات كانت تسمية الموسم الرابع من الأنمي بالموسم الأخير أمرا مزعجا للغاية, من ناحية قد يعتقد البعض أن الأستوديو يحاول تمطيط و "حلب" القصة إلى أقصى درجة ممكنة و هو إعتقاد خاطئ لأن الأحداث على مدار ثلاث أجزاء من الموسم مشتعلة و متناسقة للغاية بل بالعكس شخصيا كنت خائف جدا من الإستعجال في الوصول إلى النهاية. أما من ناحية أخرى فهذه التسمية جعلتنا في قلق مستمر مع كل لحظة و كل لقطة و كل حلقة طوال 3 سنوات من أننا وصلنا إلى ختامية و نهاية واحد من أفضل الأنيميات في السنوات الأخيرة لهذا أظن أن أي تسمية أخرى كانت ستفيد الأنمي و سترفع الحماس لدى المتابعين أكثر بكثير. و لكن و لأول مرة بعد مشاهدة هذه الحلقة التي كان طولها ساعة كاملة أشعر بأن النهاية على الأبواب.
بعد الإنتهاء من مشاهدة الحلقة, مصير الشخصيات و مصير هذا العالم أصبح على المحك إلى جانب بقاء جملة من الأسئلة دون إجابة. هذه المراجعة ستحتوي على حرق لجميع مواسم هجوم العالقة السابقة و لأحداث هذه الحلقة أيضا لهذا وجب التنبيه أولا قبل مواصلة قراءة رأيي في الحلقة.
بداية الحلقة
تبدأ الحلقة بدموع إيرين في مشهد مشابه لإحدى المشاهد في الحلقة الأولى الموسم الأول, إيرين طفل من جديد يستيقظ من حلم طويل و مازال يعيش في عالم حيث الجدران المحيطة بمنزله عالية جدا. لا يستطيع تذكر ماذا رأى بالضبط في حلمه و لكنه كان كافيا ليجعل الدموع تنهمر من عينيه. بعد سنوات, و في مكان آخر, في أرض بعيدة كل البعد عن منزله يجد إيرين نفسه باكيا من جديد و لكن هذه المرة يعرف تماما ماهو السبب. كل ما كان قادرا أن يخبر به شخصية رمزي المذهول أمامه, هو أنه آسف للغاية عن ما سيحصل في المستقبل, عن مالذي سيعود لفعله للمارلي. بالعودة للحلقة 28 من الموسم الأخير, و في أول زيارة لأبطال القصة للمارلي ظهرت معنا شخصية رمزي للمرة الأولى حيث أنقذه ليفاي في السوق بعد أن قام بعملية سرقة و هذا كان قبل 4 سنوات من الهجوم المزلزل(دك الأرض). بعد مساعدة رمزي توجهت المجموعة إلى بيت كيومي حيث إجتمعوا جميعا هناك, لوهلة كان إيرين معهم و لكن فجأة إنتبهت ميكاسا لإختفاء إيرين و بعد بحثها عنه وجدته في منطقة عالية و الدموع في عينيه و نرى الطفل رمزي يتجه لعائلته في مخيم لللاجئين. في حلقة اليوم و في لفتة درامية و لا أروع تم ملئ الفراغ الموجود في الحلقة الماضية, أين ذهب إيرين؟ و لماذا كان يبكي؟
الهجوم المزلزل - دك الأرض
من السهل إتهام هجوم العمالقة بأنه يشجع على التعاطف و يلمع صورة شخص يسعى لتحقيق إبادة جماعية بكامل إرادته و هذا خلق واحدة من أكبر المعضلات التي وجد متابعوا الأنمي أنفسهم أمامها, حيث واصل هجوم العمالقة في إظهار إيرين على أنه شخصية معقدة و متضاربة ذات ثلاثة أبعاد. قمنا بتشجيعه على مدى سنوات بالرغم من أنه تخطى كل الحدود و تحول إلى وحش قاتل. في الحلقة 29 من الموسم الأخير, بعد إختفاء إيرين من منزل كيومي رأيناه يتجول و يشاهد شعب المارلي و هو سبق و رأى المستقبل بعد أن قبل يد هيستوريا, هو يعلم تماما أن الهجوم المزلزل سيحدث و أن كل هؤولاء الأشخاص سيموتون و لكن إيجاده لرمزي في أحد الأزقة و هو يتم معاقبته من رجال بالغين يريدون ضربه حتى الموت وضعه في معضلة: هل يينقذه الآن ليقتله في المستقبل؟ إيرين ينقذه من أيدي الرجال و من ثم يعتذر له في خطاب مهيب يكسر القلب, إعتذار بحرقة ترينا الجانب الإنساني من إيرين. هذا التضارب الذي واصل هجوم العمالقة في جعلنا نعيشه و جعل البعض يرى أن العمل يشجع على مناصرة بطل القصة مهما كانت أفعاله مظلمة و لاإنسانية. حلقة اليوم أسقطت هذا الإعتقاد و غيرت كل المفاهيم و الآراء تجاه الهجوم المزلزل. مشاهد مخلفات زحف العمالقة نتيجة لسخط إيرين و جثث الضحايا المتناثرة, أجواء الألم و الخوف و الحجم الحقيقي للكارثة التي إرتكبها إيرين سحقت كل الإعتقادات بأن هجوم العمالقة سيحاول إعفاء أو تبرير أفعال إيرين.
آني
آرمين و آني يحصلون أخيرا على فرصة للحديث من القلب إلى القلب. آني التي ترى أن ما إقترفته من جرائم أمر جلل و من المستحيل أن يسامحها أحد عليه و أنها لا تستحق حب آرمين لها و السبب الوحيد الذي جعله يشعر هكذا تجاهها هو أنه إنسان طيب. في المقابل هذه أكثر كلمة يكرهها آرمين لأنه يعلم علم اليقين أنه لا فرق بينه و بينها في ما إرتكبته أيديهم بل بالعكس يرى نفسه مجرم أكثر منها فهو ساهم في قتل أعداد مهولة من الأبرياء و لأهداف شخصية بحت. آني إجتمعت مع راينر أيضا و هو بدوره إعتذر لها في مشهد لطيف للغاية, راينر هو السبب الأول لوجود أنمي هجوم العمالقة أصلا فلو لم يواصل المهمة الموكلة إليهم بعد موت مارسيل لهذا أراد الإعتذار منها عن إجباره لها هي و بيرتولد في مواصلة المهمة.
آرمين
آرمين يستلم قيادة فيلق الحرية من بعد هانجي و هذا أمر منطقي تم البناء له على مدى كل المواسم الماضية و هذه ستكون فرصة لنا لمشاهدة قدراته القيادية و قدرته على إتخاذ قرارات مصيرية, الآن البشرية جمعاء ستتأثر بالقرارات التي سيتخذها. هذف آرمين إلى آخر لحظة هو التفاوض مع إيرين, و في لفتة من كلام راينر عن أن إيرين مع قدرات المؤسس يستطيع بكل بساطة أن يتحكم فيهم جميعا أو أن يسحب منهم قوة العمالقة فلماذا لم يفعل ذلك؟ و في مشهد رهيب بين إيرين و بقية المجموعة عن طريق التخاطر حاول الجميع إقناع إيرين بأن ما فعله كاف لحماية الجزيرة لمئات السنين إلا أن إيرين أوصل لهم رسالة واضحة شديدة اللهجة:"من أجل الحصول على الحرية سآخذ حرية العالم, لكني لن آخذ شيئا منكم. أنتم أحرار. لكم حرية حماية حرية العالم. و لدي حرية متابعة التقدم. طالما لدينا قناعات راسخة, فلا مهرب من الصراع. بقي شئ واحد فقط نفعله. القتال". و بهذا حسم إيرين الأمر فلا مجال للتفاوض معه بعد الآن.
هانجي
نجمة الحلقة بدون منازع. لطالما كانت هذه الشخصية ذات ظهور خفيف الظل على المشاهدين فحب إطلاعها و شخصيتها المفعمة بالحيوية ساهمت بشكل كبير في تخفيف الضغط في بعض الأحداث و اللقطات المشحونة. و لكن اليوم حان دور هانجي لحصولها على مشهد أسطوري و نهاية بين من سعت دائما لإكتشافهم, العمالقة. إحساس هانجي بأنها غير جديرة بالقيادة و أنها لم تقم بواجبها بأكمل وجه و هو ما شعرنا به أثناء حديثها مع ليفاي عن أصدقائهم السابقين, دفعها للتضحية بنفسها من أجل المجموعة و من أجل البشرية. كل ما له علاقة بمواجهتها مع العمالقة كان رهيب من رسم و تحريك و ألوان و تمثيل صوتي و يا الله على الموسيقى المصاحبة(يمكنكم الإستماع إليها من هنا). شخصيا بعد مشاهدة الحلقة أرى أن هانجي حصلت على واحدة من أفضل مشاهدة النهاية في الأنمي ككل.
أمور متفرقة